يمثل التسويق أحد أهم الأنشطة التي تقوم بها المنظمات الحديثة والتي تقوم على إيجاد أو خلق المنافع لضمان الاستمرار لأي منظمة ، كما أن تصميم وتسويق المنتجات أو الخدمات أو الأفكار التي تشبع حاجات العملاء هو القاعدة أو الأساس لخلق المنافع ويشير " بيتر دراكر " كاتب الإدارة المعروف إلى أهمية التسويق بقوله " إذا ما أردنا أن نعرف ما هو نشاط الأعمال يجب أن نبدأ بتحديد الغرض منه وهذا الغرض يجب أن يقع خارج نشاط الأعمال ذاته أي في المجتمع الخارجي وإلا يعتبر التنظيم عضوا منه وفي الواقع يوجد تعريف واحد مقبول الغرض من نشاط الأعمال وهو خلق العميل ومن هنا
فالتسويق يعتبر إستراتيجية مهمة جدا لكل من المنظمة والفرد وهذا ينعكس بدوره على الاقتصاد بشكل عام وهذا ما سوف أتطرق إليه لبيان أهمية التسويق في التنمية الاقتصادية وفي منظمات الأعمال وكذا بالنسبة للأفراد .
دور التسويق في التنمية الاقتصادية
لقد تزايد اعتراف بعض الدول في الوقت الحالي بأهمية التسويق بغض النظر عن درجة تقدمها الاقتصادي أو اتجاهاتها السياسية أو الاقتصادية ، فتحقق النمو الاقتصادي في الدول النامية يعتمد إلى حد كبير على مقدرة أجهزتها على إيجاد نظام فعال للتوزيع وأما بالنسبة للدول المتقدمة مثل اليابان وبريطانيا وأمريكا فإنها تنظر للتسويق على أنه وسيلة لزيادة فعالية الأداء الاقتصادي لمنظماتها ويتفق العديد من الكتاب والباحثين على أن كفاءة النظام الإنتاجي وحده ليست كافية لإتاحة مستوى معيشي مرتفع بل أن وجود نظام تسويقي متقدم لا يقل أهمية بحال من الأحوال عن نظام الإنتاج المتقدم .
وهناك مجموعة من العوامل التي توضح أهمية التسويق بالنسبة للاقتصاد ومن تلك العوامل :
1- حجم السلع المتداولة : لقد زاد حجم السلع المتداولة خلال منشات التسويق بشكل كبير وعندما ننظر إلى أرقام وقيمة السع المتداولة في منشآت الجملة والتجزئة نستطيع أن نتبين هيكل التوزيع داخل المجتمع .
2- الأفراد الذي يعملون في نشاط التسويق : يجب أن ننظر إلى أعداد الأفراد الذين يعملون في منشآت التسويق ونضيف إليهم القوى البيعية التي تعمل لدى المنتجين وعدد الأفراد الذين يعملون في النقل والتخزين والاتصال وفي المنشآت التمويلية وفي البحوث التسويقية وفي وكالات الإعلان سنخرج بنتيجة وهي أن 25 % إلى 30 % من العاملين هم يعملون عملا تسويقياّ.
3- فرص العمل المتاحة : يتصل بعدد العاملين في النشاط التسويقي موضوع فرص العمل المتاحة في منشآت التوزيع المختلفة ( الجولة والتجزئة والمبيعات والإعلان وبحوث التسويق وغيرها ) وهناك علاقة ايجابية بين فرص العمل المعروضة وبين مستويات المعيشة لأنها تعطي عائداّ كبيراّ للعاملين في تلك المجالات .
4- فرص الأسواق الخارجية : أدت الزيادة الواضحة في الاستثمارات الدولية والمشروعات المشتركة الدولية إلى النظر إلى العالم كسوق واحد أمام السلع المنتجة في بلدان مختلفة كما أن التقدم الذي حدث في كثير من بلدان العالم عقب الحرب العالمية الثانية أدى إلى خلق قوة شرائية جديدة والى زيادة الطلب على السلع والخدمات ، ويقوم رجال التسويق بإعداد برامج التسويق حاجات الأسواق الخارجية وإن لم يتمكن أي منتج من مواجهة المنافسة الخارجية في الأسواق الخارجية فلن يقدر على مواجهتها داخل أسواقه إذا ما قدر لهذه السلع أن تصل إلى أسواقه في الداخل ومن الواضح أن الفرص الحالية والمستقبلية للمبيعات في الأسواق الخارجية تعطي مبررات كافية للقيام بالتسويق الخارجي .
دور التسويق في منظمات الأعمال
يعتبر التسويق كما أسلفت واحداّ من الأنشطة الرئيسية التي تتوج استراتيجيات المنظمة سواء في الأجل القصير أو الطويل وذلك لاعتبارين أساسين :
* دور التسويق في تحقيق الإشباع لاحتياجات ورغبات المستهلك والذي يعتبر المبرر الاجتماعي والاقتصادي للمنظمة .
* إن التسويق هو النشاط الذي يتحقق من خلاله العائد في أي تنظيم فلا شي يمكن تحقيقه ما لم يقدم أي فرد ببيع أي شي وعلى الرغم من ذلك ولسوء الحظ يوجد العديد من المنظمات التي لا تزال تتبنى مفهوم وفلسفة التوجيه بالإنتاج حيث يقوم المهندسون بتصميم المنتجات ويقوم المحاسبون بتسعير تلك المنتجات ثم يطلب من مسئولي البيع القيام بتصريف تلك المنتجات وتتجاهل تلك الفلسفة حقيقة أن مجرد الإنتاج لا يحقق النجاح للمنظمة أو مجرد التأثير في رفاهية الفرد ، الحقيقة أن المنظمة يجب أن تتعرف أولاّ على حاجات العملاء ثم تقوم ببناء منتج وبرنامج تسويقي يمكنها تحقيق الإشباع لتلك الاحتياجات بالمستوى الذي يساعد على تحقيق الأرباح ، إنه على الرغم من وجود العديد من الإدارات والأقسام الهامة لتحقيق النمو للمنظمة إلا أن التسويق يبقى النشاط الوحيد الذي يمكن بواسطته تحقيق الأرباح هذه هي الحقيقة التي يتجاهلها عادة مديري الإنتاج الذي يقومون باستخدامها أو مديرو التمويل الذين يقومون بإدارتها .
دور التسويق للفرد
تكمن أهمية التسويق للفرد في النقاط التالية :
1- يحتل التسويق جزءاّ كبيراّ من حياتنا اليومية ، تخيل كم هي حجم الصعوبات وتكاليف المعيشة بالنسبة لنا لو لم تكن هناك مؤسسات تسويقية أو محلات تجزئة أو إعلانات تزودنا بالمعلومات عن السلع والخدمات وخصوصاّ وأن حجم إنفاقنا على السلع والخدمات بشكل الجزء الأكبر من ميزانيتنا .
2- إن التسويق يساعد على تنمية معلوماتك ومعارفك المتخصصة ومن ثم يمكنك من أن تكون مستهلكا واعيا ورشيدا ، على سبيل المثال من أين تشتري السلعة أو الخدمة ؟ وما هو الوقت المناسب للشراء ؟ وما هي القيمة المناسبة لها ؟ وكيف تختلف عن منتجات المنافسين .
3- إنك واحد من بين كل ثلاثة يمكنه الالتحاق بالعمل في مجال التسويق ومن ثم فإن دراسة التسويق قد تزودك بالكثير من جوانب هذا العمل والفرص التي قد يحققها .