التضخم INFLATION بمعناه البسيط هو ارتفاع المستوى العام للأسعار وبالتالي احتياج المستهلكين إلى مبالغ أكبر لاستهلاك سلع وخدمات كانت حتى وقت قريب أرخص نسبياَ من سعرها الآن وهذا بدوره يؤدي إلى هبوط في القوة الشرائية .
تتأثر شريحة كبيرة من الناس بالتضخم وبخاصة ذوي الدخل المحدود والثابت فلا يستطيعون مواجهة أعباء المعيشة ، فيلجأ الأغلب إلى الاقتراض LOANS من البنوك - الطامة الكبرى- وبأسعار فائدة مرتفعة وتفرض البنوك هذه الفائدة حتى تعوض عدم الاستفادة من القروض التي قدمتها للمقترض وكذلك تعوض التضخم المتوقع وهذا على مستوى الفرد.
وأما على مستوى الاستثمار فالفائدة تؤدي إلى توسع أو تقلص الاستثمار فإذا زادت أسعار الفائدة زادت تكلفة الإقراض وبالتالي تنخفض المشاريع لان العائد المتوقع من هذه المشاريع منخفض وبالتالي ينخفض النشاط الاقتصادي ومن هنا فان التضخم ليس ارتفاع في الأسعار فحسب كما يبدو من الوهلة الأولى بل هو صميم الأزمة الاقتصادية العالمية وسبب البطالة وأزمة السكن وأجور النقل والكثير من المشاكل بل انه السبب الرئيسي في تبدل أخلاقيات وسلوكيات الناس .
فالتضخم يعتبر امتداد مباشر للبطالة UNEMPLOYMENT فهناك من يطرد من عمله نتيجة لعدم قدرة الشركات أو المصانع على دفع رواتب موظفيها وأيضا عدم قدرتها على توظيف موظفين جدد .
فأي منشاة ربحية تسعى عند التوظيف إلى تعظيم ربحيتها فإذا كان توظيف أي فرد سيزيد من تكلفتها وينقص من إيراداتها فهي لن تجري هذا التوظيف وبالتالي نجد الكثير من شبابنا من حملة الشهادات بدون عمل وهذا لعدم وجود تخطيط وتنسيق بين مختلف القطاعات في أي مجتمع .
وفي الآونة الاخيره برزت إلى السطح الأزمة المالية CREDIT CRUNCH وإفلاس بنوك وشركات عالمية وانهيار أسواق المال وتسريح الآلاف من الموظفين والعمال وعلى سبيل المثال لا الحصر شركة جنرال موتورز والتي استنجدت بالحكومة الأمريكية لإنقاذها من الإفلاس BANKRUPTCY حيث سرحت بالعديد من موظفيها وأقفلت عددا من مصانعها .
فثالوث الرعب كما أحب أن أسميه سيحصد الأخضر واليابس ولن يترك لنا مجالا فأثاره واضحة وملموسة في واقعنا وحياتنا فنسأل الله الستر والسلامة.